من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
121383 مشاهدة
صفة خلق الملائكة وخلق الجن

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كل ما أخبروا به ولم يشاهدوه, ومن ذلك أركان الإيمان الستة: أن تؤمن بالله, وملائكته, الإيمان بالملائكة، وإن كنا لم نرهم, ولا نتمكن من رؤيتهم. ذكرهم في القرآن وذكر بعضا من صفاتهم, وذكروا في الأحاديث، ووردت صفات لهم في الأحاديث الصحيحة, وفي أحاديث حسنة, وأحاديث ضعيفة, والعمدة على الآيات, وعلى الأحاديث الصحيحة, أو الحسنة.
فمن ذلك: صفة خلقهم, أو من أي شيء خلقوا؟ ففي الحديث الصحيح خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم ميز في هذا الحديث بين خلق الملائكة, وخلق الجن. وقد ذكر الله تعالى خلق الجن في القرآن, قال تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ وقال: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ فالجان خلقوا من نار، وهكذا أيضا خلق إبليس من النار؛ كما ذكر الله ذلك عنه باعترافه, فقال تعالى عن إبليس: خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فدل على أن إبليس والشياطين خلقوا أيضا من النار, كما خلق الجان من النار، أما الملائكة فخلقوا من النور, النور هو الضياء اللامع يضيء ما حوله بإضاءته وسطوعه واستنارته .. كما هو معروف.
وقد سمى الله تعالى القمر نورا, والشمس ضياء, فالقمر ينير في الليالي المظلمة، وهكذا الإنارة أيضا بالوسائل القديمة, كالإضاءة بالشمع, أو ما يوقد من الزيت, أو نحوه، وكذلك الأنوار الجديدة, وإن الله تعالى خلق الملائكة من النور، وقد ذُكِرَ في وصف الله تعالى أنه نور, قال تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ إلى آخر الآية، أخبر تعالى بأنه نور السماوات والأرض، أي: نورها من نوره, وأخبر بأن الذي ليس له نور فإنه في ظلمة في قوله: وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ فالنور قد يكون نورا حسيا أو معنويا, النور الحسي: هو ما يضيء في الليلة الظلماء، والنور المعنوي: هو ما يستنار به في الطرق التي يسار عليها, طرقا معنوية.
وكذلك ذكر الله تعالى أن الإيمان نور، وأن الكفر ظلمات، وأن الإيمان نور وضياء، أي: من الجهل إلى العلم، فالجهل ظلمة, والعلم نور يخرجهم من الكفر إلى الإيمان الله تعالى بهذه الأنوار. وكذلك: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: نُورٌ أَنَّى أراه؟! أي: كيف أراه؟ وهو احتجب بهذه الأنوار؟ نور أنى أراه وفي رواية: رأيت نورا فخلق الملائكة من هذا النور, أي: من جنس النور.
كذلك أيضا خلق الشياطين من النار, أي: من جنس النار التي يعرفها الناس, ويوقدونها أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ .